للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل في جماعة:

مات الكرام ومرّوا وانقضوا ومضوا ... ومات في إثرهم تلك الكرامات

وخلّفوني في قوم ذوي سفه ... لو أبصروا طيف ضيف في الكرى ماتوا

الحسن: ذمّ الرجل نفسه في العلانية مدح له في السرّ. كان أبو الطيب الطاهريّ يهجو بني سامان فقال له نصر بن أحمد يوما: إلى متى تأكل خبزك بلحوم الناس؟ فخجل ولم يعد. سمع أعرابيّ قوله تعالى: الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً

«١» فامتعض، ثم سمع وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

«٢» فقال: الله أكبر، هجانا الله ثم مدحنا. وكذلك فعل الشاعر حيث يقول:

هجوت زهيرا ثم إني مدحته ... وما زالت الأشراف تهجى وتمدح

غيره:

ولا تتخذ هجو الرجال صناعة ... فربّ قواف طيّرت هام من هجا

ووقف جدي على سطح فمرّ به ذئب فشتمه، فقال له الذئب: أنت لا تشتمني إنما يشتمني المكان الذي أنت فيه. عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس» . عليّ رضي الله عنه: من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه. أنس رضي الله عنه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع: «أيّها الناس إنّ أموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، إياكم والغيبة فإنّ الله حرّم أكل لحم الإنسان كما

<<  <   >  >>