للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من علامة الشقاء، مجانبة الأصدقاء، وأقتل الداء تكثير الأعداء. صالح بن سليمان: لا تستصغروا عدوّا فإن الغدير ربما يشق بالذباب. تقول العرب:

أصبحا يتكاشحان ولا يتناصحان، ويتكاشران ولا يتعاشران. قيل لكسرى: أيّ الناس أحبّ إليك أن يكون عاقلا؟ قال عدوّي، قيل: وكيف؟ قال: لأنه إذا كان عاقلا فإني منه في عافية. في المثل: عدوّ عاقل خير من صديق جاهل.

كما قيل:

إنّ اللبيب من العدا في بغضه ... أحنى إليك «١» من الصديق الجاهل

فيلسوف: كونوا من المسرّ المدغل أخوف منكم من المكاشف المعلن، فإنّ مداواة العلل الظاهرة أهون من مداواة ما خفي وبطن. قيل: إياك أن تعادي من إذا شاء طرح ثيابه ودخل مع الملك في لحافه. يزداد الكاتب: إذا لم تستطع أن تعضّ يد عدوّك فقبّلها. يقال: دار عدوّك لأحد أمرين: إما لصداقة تؤمّنك، أو فرصة تمكّنك. إدريس عليه السّلام: عوّدوا أنفسكم إكرام الأخيار والأشرار، أمّا الأخيار فلخيرهم وأما الأشرار فلاستكفاء شرّهم. أبو سليمان:

ما دمت حيّا فدار الناس كلّهم ... فإنما أنت في دار المداراة

من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى ... عما قليل نديما للندامات

حسام الدين السفناقي رحمه الله تعالى:

إذا أرسلت فارسل ذا وقار ... كريم الطبع حلو الاعتذار

يؤلّف بين نيران وماء ... ويصلح بين سنّور وفار

<<  <   >  >>