للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مباركة موصول بها الخصب، معدوم معها الجدب، فلما جلسوا على الخوان قال: جعلك الله كعصا موسى، وخوان إبراهيم، ومائدة عيسى في البركة، ثم قال لأصحابه: افتحوا أفواهكم، وأقيموا أعناقكم، وابسطوا الكفّ، وأجيدوا اللفّ «١» ، ولا تمضغوا مضغ المتعلّلين الشباع المتخمين، واذكروا سوء المنقلب، وخيبة المضطرب، خذوا على اسم الله. قيل لطفيليّ: ما معنى قوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ

«٢» ؟ قال: أراد أهل القرية، كما نقول: أكلنا سفرة فلان، نريد ما في السفرة. قيل لطفيليّ: من أشعر الناس؟ قال: عبد الله بن المعتز لأنه قال:

ولم أر ديباجا ولم أر سندسا ... بأحسن في دار الكرام من الخبز

رجل لغلامه: هات الطعام وأغلق الباب. قال الغلام: الواجب أوّلا غلق الباب ثم إتيان الطعام. فقال: أنت حرّ لعلمك بالحزم. أتى طفيليّ باب قوم فحجبوه فاحتال حتى دخل، وهو يقول:

نزوركم لا نكافيكم بجفوتكم ... إنّ المحبّ إذا لم يستزر زارا

يقرّب الشوق دارا وهي نازحة ... من عالج الشوق لم يستبعد الدارا

في وصف طفيليّ:

أراك الدهر تطرق كلّ دار ... كأمر الله يحدث كلّ ليله

كأنك مثل عفريت جريء ... فتدخل دارنا في ألف حيله

يقال: فلان يحاكي حوت يونس في جودة الالتقام، وثعبان موسى في سرعة الالتهام. جاء الطفيليون إلى وليمة فسدّ الباب، فعلوا على الجدار، فرماهم

<<  <   >  >>