من ههنا «١» . وكان علماء بني إسرائيل يسترون من العلوم علمين: علم النجوم وعلم الطب، فلا يعلّمونهما أولادهم لحاجة الملوك إليهما لئلا يكونا سببا في صحبة الملوك والدنوّ منهم، فيضمحلّ دينهم.
وقال ابن عباس لعكرمة مولاه: اذهب فانظركم بقي من الليل؟
فقال: إني لا أبصر النجوم. فقال ابن عباس: نحن نتحدّى بك فتيان العرب وأنت لا تبصر النجوم؟ وقال: وددت أن أعرف «الهفت دوازده»«٢» يريد النجوم السبعة السيارة والبروج الاثني عشر. قالوا: لا بأس بالاعتماد على قول المنجّمين في الغرّة. عن محمد بن مقاتل «٣» : أنه كان يسألهم «٤» ويعتمد على قولهم إذا اتفق جماعة منهم. عن بعض المنجّمين: موالد الأنبياء بالسنبلة والميزان «٥» .
وكان طالع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الميزان. وقال: ولدت بالسّماك «٦» ، وفي حساب المنجّمين هو السّماك الرامح. إذا طلع الدّبران «٧» يبست الغدران. إذا طلع سعد السّعود ذاب كل جمود واخضرّ كل عود وانتشر كل مصرود «٨» . إذا طلع الحوت خرج الناس من البيوت. الشمس في الحوت والبرد يموت:
إذا ما مضى من آب عشرون ليلة ... أتاك رقيم البرد من كل جانب «٩»