للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تعجبنّ الجهول حلّته ... فذاك ميت وثوبه كفن

سفيان: ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحّت فيه النية، يعني تريد به الدار الآخرة. وكان يقال: تعلّموا العلم وإن لم تنالوا به حظّا فلأن يذمّ الزمان لكم أحسن من أن يذمّ بكم. بعض السلف: العلوم أربعة: الفقه للأديان، والطّبّ للأبدان، والنجوم للأزمان، والنحو للّسان. قيل: العلم علمان: علم ينفع، وعلم يرفع، فالرافع هو الفقه في الدين، والنافع هو الطب. علي رضي الله عنه: من اقتبس علما من علوم النجوم من حملة القرآن ازداد به إيمانا ويقينا.

ثم تلا: إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ

«١» . خصّ المتقين لأنهم يحذرون العاقبة فيدعوهم الحذر إلى النظر والتدبير.

بعضهم: النظر في النجوم، الذي يستدلّ به على توحيد الله وكمال قدرته، من أعظم الطاعات. ابن عباس رضي الله عنهما: هو علم من علوم النبوة، وليتني كنت أحسنه. قد قيل: أول من نظر في النجوم والحساب إدريس عليه السّلام. عن ميمون بن مهران «٢» : إياك والتكذيب بالنجوم فإنه من علوم النبوة.

أبو هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «بينا رجل مستلق ينظر إلى النجوم والسماء فقال: والله إني لأعلم أنّ لك خالقا وربّا، اللهم اغفر لي. فنظر الله إليه فغفر له» . وكان الرجل في بني إسرائيل إذا عبد الله ثلاثين سنة أظلّته غمامة. ففعل ذلك رجل ولم تظلّه، فشكا إلى أمه فقالت: لعلك أذنبت في هذه السنين. قال: لا. قالت:

فهل نظرت إلى السماء فردّدت طرفك وأنت غير مفكّر فيها؟ قال: نعم. قالت:

<<  <   >  >>