للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عوتب الكسائيّ في ترك التزوّج فقال: مكابدة العفة عنهنّ أيسر من الاحتيال لمصلحتهنّ. قيل لمالك بن دينار: لو تزوّجت، قال: لو استطعت لطلّقت نفسي. إسماعيل الزاهد لم يتأهّل قطّ. يونس بن حبيب النحوي: لم يتزوّج ولم تكن له همة إلا في طلب العلم ومحادثة الرجال. قيل لرجل: مات عدوّك، فقال: وودت أنّكم قلتم تزوّج. قيل:

تزوّجت لم أدر وأخطأت لم أصب ... فياليتني قد متّ قبل التزوّج «١»

فو الله لا أبكي على ساكن الثرى ... ولكنّما أبكي على المتزوّج

بعضهم:

الزوج شؤم وفي التزويج منقصة ... والله فرد يحبّ الفرد فانفرد

لو كان في كثرة الأولاد منفعة ... ما قيل ما اتخذ الرحمن من ولد

الأصمعيّ: النكاح فرح شهر، وترح دهر، وكسر ظهر، وإلزام مهر.

وقيل: التزوّج سرور شهر، وغموم دهر. سئل حكيم عن التزوّج فقال: بقل شهر، وشوك دهر. قيل: التزوّج أوّله حلاوة، وآخره عداوة. وقال آخر:

مكابدة العزلة أيسر من الاحتيال لمصلحة العيال. قال رجل: كنّا في إملاك فلان، قال حكيم: لا تقل في إملاكه بل قل في إهلاكه. خطب أسديّ قبيح الوجه امرأة قبيحة، وأتاهم متعمّما فزوّجوه، فقيل للمرأة: إنه قبيح وقد تعمّم لك، قال: وأنا قد تبرقعت قبل أن يتعمم لي. زوّج رجل ابنته من قبيح فلمّا دخل أنكر بعض العدول على الصهر فقال: أبليت ابنتك بمقاساة هذا الوجه،

<<  <   >  >>