للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال: أخفّ من خلسة منتهز وجلسة مستوفز. يقال: أسرع من الماء منحدرا ومن النجم منكدرا «١» . يقال: أسرع حتى ظلّه لم يلحقه. قال عديّ بن أرطاة لإياس بن معاوية: إنك لسريع المشية، قال: ذاك أبعد من الكبر وأسرع في الحاجة. عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن» .

يقال: تفرّق بفلان شعب الدنيا، إذا كثرت أشغاله. قال عبد الله بن سليمان لأبي العيناء: اعذرني فإني مشغول. فقال: إذا فرغت لم أحتج إليك، وما أصنع بك فارغا؟ وأنشد:

فلا تعتلل بالشغل عنّا فإنما ... تناط بك الآمال ما اتّصل الشغل

واعتذر بعض السلطانية إلى رجل بالشغل فقال: لا بلغت يوم فراغك. شكا الفضل من كثرة أهل الحاجة فقال بعض الحاضرين من الفضلاء: إن أحببت أن لا يلتقي ببابك اثنان فاعتزل ما أنت فيه، فإن نعم الله جاءت بهم إليك، ثم أنشد:

من لم يواس الناس من فضله ... عرّض للإدبار إقباله

فقال: صدقت جزاك الله من ناصح خيرا. كتب إلى بعضهم: قد عذرك الشغل في إغفال الحاجة واعذرني في إذكارك وإلّا فعملك محيط وقدرتك واسعة. وإلى آخر: العاقل إذا ولي ولاية يطلب انتهاز الفرصة وتقليد المنّة فإنّ المنن قلائد في أعناق الرجال، والولاية قريبة إلى الزوال، والحاصل إمّا ذكر جميل، أو خزي طويل. وإلى فضل بن مروان:

تفرعنت يا فضل بن مروان فاعتبر ... فقبلك كان الفضل والفضل والفضل

قيل:

إذا مضى أحد يتلو له أحد ... وهكذا كان حكم الله يطّرد

<<  <   >  >>