قال: لا، قال: فلم ترى لائقا لحرم الرسول صلّى الله عليه وسلّم ما لا ترضى لحرمك.
العرب: تزعم أنّ من خدرت رجله فذكر محبوبه سكن الخدر. قيل:
إذا خدرت رجلي أبوح بذكره ... ليذهب عن رجلي الخدور ويذهب
ويقولون: من اختلج عينه أبصر محبوبه.
كتب بعضهم في عذر ترك توديع محبوبه: ما أعرضت عن تشييعك إلا استفظاعا لتوديعك، وما تركت توديعك إلا كراهية تجديد العهد بفراقك. جعفر الصادق: إذا شيّعت فأقصر، وإذا تلقّيت فأمعن. قيل: قطيعة الوصال قطع الأوصال. كتب بعضهم: ودّعت قلبي يوم توديعك، فهو يتصرّف بتصرّفك وينصرف بمنصرفك. قيل لصوفيّ: لم تصفرّ الشمس عند الغروب؟ فقال:
حذر الفراق. قيل: ما أكثر صدع الفراق، بين الرفاق!. وقيل: بكفّ الفرقة، نار الحرقة. قيل: الجنة أثر من آثار الوصال، والنار شرارة من حرارة الانفصال. الرشيد: كان يهوى جارية فتغاضبا فأمر جعفر العباس بن الأحنف أن يعمل فيه شيئا، فأنشد:
راجع أحبّتك الذين هجرتهم ... إنّ المتيّم قلّما يتجنّب
إن التجنّب إن تطاول منكما ... دبّ السلوّ له فعزّ المطلب
وأمر إبراهيم الموصلي فغنّى به عند الرشيد، فأرضاها الرشيد، فأمرت لكلّ من العباس وإبراهيم بعشرة آلاف، وأمر الرشيد لكلّ منهما بأربعين ألفا.
الباخرزيّ:
وربّ نهار للفراق أصيله ... ووجهي كلا لونيهما متناسب
وله:
أيحسن في المروءة أن أسيرا ... وأترك عندكم قلبي أسيرا