أنت الحبيب ولكني أعوذ به ... من أن أكون محبّا غير محبوب
المنصور: قال للربيع: سل حاجتك. فقال: حاجتي أن تحبّ الفضل ابني. قال: ما سبب المحبّة؟ قال: أن تفضل عليه فإذن أحبّك وإذا أحبّك أحببته. فقال: لم اخترت المحبة من الأشياء؟ فقال: إذا أحببته صغر عندك كبير إساءته، وكبر صغير إحسانه، وصارت ذنوبه كذنوب الصبيان، وحاجته إليك حاجة الشفيع العريان. يقال: التنقل من خلة إلى خلّة كالتنقل من ملّة إلى ملّة.
بعض الأكابر: كان الهوى فيما مضى أن يسرّ أحدهم بلبان مضغته حبيبته، كما قيل:
ولو كنت ميتا قيل دفني وجاءني ... لبان بريق الحبّ قد صار معجونا
وأدخل ذاك العلك بالريق في فمي ... لقمت به حيّا ولو كنت مدفونا
أو بسواك استاكت به. وقيل:
ولو أنّ السّواك أتى بريق ... من المحبوب يهدى لي كفاني
واليوم يطلب أحدهم الخلوة الصحيحة كأنه أشهد على نكاحها أبا سعيد وأبا هريرة. قيل:
لم يخلق الرحمن أحسن منظرا ... من عاشقين على فراش واحد
وقيل:
لا شيء أطيب في الدنيا وساكنها ... من وامق قد خلا يوما بموموق «١»