للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تحسبنّ الشعر فضلا بارعا ... ما الشعر إلا محنة وخبال «١»

فالهجو قذف والرثاء نياحة ... والذمّ عيب والمديح سؤال

وقيل:

إنّ بعضا من القريض هراء ... ليس شيئا وبعضه أحكام

ذهب جماعة من الشعراء إلى خليفة فتبعهم طفيليّ، فلمّا دخلوا على الخليفة دخل، فقرؤوا قصائدهم واحدا بعد واحد وأخذوا العطاء، فبقي الطفيليّ متحيّرا فقيل له: اقرأ شعرك، فقال: لست بشاعر وإنما أنا رجل ضالّ، كما قال الله تعالى: (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ)

«٢» . فضحك الخليفة وأمر له بإنعام. ابن العلّاف: أتانا خادم ليلا في دار المعتضد، فقال: يقول أمير المؤمنين: أرقت بعدكم الليلة، فقلت:

ولمّا انتبهنا للخيال الذي سرى ... إذا الدار قفر والمزار بعيد

ومن أتمّه بما يوافق غرضي فله جائزة، والشعراء حاضرون فابتدرت وقلت:

فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي ... لعلّ خيالا طارقا سيعود

فذهب الخادم ثم عاد بجائزة واستحسان. منع بعضهم من الدخول على بعض الأمراء فكتب:

داعيك على الباب نهاه البوّاب ... بالردّ عن الدخول فاغتمّ وخاب

هل يرجع كالنكبة عن حضرتكم ... أم يدخل كالدولة من غير حجاب

الشعبيّ: كنت أحدّث عبد الملك وهو يأكل فيحبس اللقمة فأقول: أجزها

<<  <   >  >>