أصلحك الله فإن الحديث من ورائك، فيقول: والله لحديثك أحبّ إليّ منها.
يقال: القول بحسب همّة القائل يقع، والسيف بحسب عضد الضارب يقطع.
قيل: الكلام إذا صدر من القلب وقع في القلب. العلامة: ربّ صدقة من بين فكّيك خير من صدقة من بين كفّيك. يقال: البلاغة ما رضيته الخاصّة وفهمته العامّة. سئل بعض الحكماء: ما الذي جعل الفصيح ألكن؟ قال: الحاجة.
قيل لعمر رضي الله عنه: الصمت مفتاح السلامة، فقال: نعم ولكنّه قفل الفهم. ابن عيينة: الصمت منام العلم والنطق يقظته، ولا منام إلا بيقظة ولا يقظة إلا بمنام. ابن المبارك:
وهذا اللسان بريد الفؤاد ... يدلّ الرجال على عقله
يقال: القول لا تملكه إذا نمي «١» كالسهم لا يملكه الذي رمي.
قال لأبي دلف بعض من ادّعى الغريب من اللغة: كنت في دار الضرب فرأيت عين الأمير «٢» أخرجت من النار وهي تحت المطارق، فقال بعد الخجل: أعمى الله حدقتك. فضحكوا وانصرف بالخزي. دخل رجل على عبد الله بن طاهر فقال: ما رأيناك منذ أيام، فقال: جئت إلى حضرة الأمير أعزّه الله فرأيت في حاجبه عبوسا فانصرفت مخافة من سخطه، قال: هذا خلق لم ير مني قطّ. لعلّه أراد فلانا الحاجب، فقال: المراد هذا، فضحك وقال مستهزئا: إنّ من الشعر لحكمة، ثم سقطت منزلته عنده. قال رجل يدّعي التعمق في الفصاحة لبعض الملوك وفي يده برص: يا مولاي عندي منك يد بيضاء لا أستطيع القيام