للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أذنب رجل من قوّاد المهديّ، وكان قد عتب عليه غير مرّة، فقال له: إلى متى تذنب؟ قال: ما أبقاك الله لنا، منّا الذنب ومنك العفو. فاستحيا منه ورضي عنه. عليّ رضي الله عنه: إذا قدرت على عدوّك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه. وقال رضي الله عنه: أعظم الذنوب ما استخفّ به صاحبه. جحود الذنب ذنبان. بعض الأكابر: عرفت ما اعترفت من تقصيرك، فوجدت الاعتراف أوكد معاذيرك. اعتذر رجل إلى يحيى بن خالد فأساء «١» ، فقال يحيى: ذنبك يستغيث من عذرك. اعتذر رجل إلى ابن أبي خالد فأساء، فقال لأبي عبّاد: ما تقول فيه؟ قال: يوهب له جرمه، ويضرب لعذره أربعمائة «٢» . مسّ عبد ساق مولاه حين صعوده على المرقاة فقال: ما تفعل يا غلام؟ فقال: يا مولاي اعذرني فإني زعمتك سيّدتي. قيل لبعض الحكماء: ما المروءة؟ قال: باب مفتوح، وطعام مبذول، وإزار مشدود.

الحسن البصري: من مروءة الرجل صدق لسانه، واحتمال عثرات إخوانه، وبذل المعروف لأهل زمانه، وكفّ الأذى عن أباعده وجيرانه. قيل: الكريم حمول، واللئيم محمول. عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنا أعلم متى تهلك العرب. فقيل: متى تهلك؟ قال: إذا ساسهم من ليس له تقى الإسلام ولا كرم الجاهلية قال الراوي: صدق عمر فما دام سائسهم من له تقى الإسلام، مثل الخلفاء الأربعة، أو من له كرم الجاهلية مثل معاوية لم يهلكوا. فلمّا ساسهم يزيد الذي ليس له تقى الإسلام ولا كرم الجاهلية هلكوا. يقال: ثلاثة «٣» تجرّ

<<  <   >  >>