أخلاق من البهائم: شجاعة الديك، وقلب الأسد، وحملة الخنزير، وروغان الثعلب، وصبر الكلب على الجراحة، وحراسة الكركيّ «١» ، وحذر الغراب، وغارة الذئب. كان لأهل مدينة قائد جيش جبان، وطبيب لم يعالج أحدا إلّا قتله. فظهر عليهم عدوّ فشاوروا الإسكندر فقال: اجعلوا طبيبكم صاحب جيشكم، وصاحب جيشكم طبيبكم. سئل أعرابيّ عن رجل فقال: هو يسرع الغارة، ويحمي الجارة. قصد الإسكندر موضعا فحاربته النساء فكفّ عنهنّ وقال: هذا جيش إن غلبناه ما لنا من فخر، وإن كنا مغلوبين فتلك فضيحة الدهر.
كيخسرو «٢» : أعظم الخطايا محاربة من يطلب الصلح. قيل: الصلح بقاء الآجال، وحرم الأموال. قيل: الحرب صعبة ومرّة، والحرب أمن ومسرّة. إذا حكم السلاح حكم بالفساد والصلاح. قيل: الحرب تأخذ وتعطي، والمتعرّض لها قد يصيب وقد يخطي، والسلامة في السلم الذي لا يثمر على الدين فصما، ولا يجرّ على الملك وصما. في الحديث:«خمس بخمس: ما نقض العهد قوم إلّا سلّط الله عليهم عدوّهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله تعالى إلّا فشا فيهم الفقر، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلّا فشا فيهم الموت، ولا طفّفوا الكيل إلّا منعوا النبات وأخذوا بالسنين «٣» ، ولا منعوا الزكاة إلّا حبس عنهم القطر» . عبد الله بن الحسن: إياك ومعاداة الرجال فإنك لن تعدم مكر حليم، أو مفاجأة لئيم.
زيد بن حارثة رضي الله عنه: لا تستنشروا السباع من مرابضها فتندموا، وداروا الناس في جميع الأحوال تسلموا.