قيل: الفتنة نائمة فمن أيقظها فهو طعامها. عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو بن معدي كرب: أخبرني عن الحرب. فقال: هي مرّة المذاق، إذا قلصت عن الساق. ربّ خطرة يسيرة عادت همّة كبيرة، ومن الجمرة تكون النار العظيمة. قيل: موطنان تذهب فيهما العقول: المباشرة والمسابقة. قيل:
الهرب في وقته خير من الوقوف في غير وقته. قيل: من هرب من معركة فعرف سبيل مفرّه إلى مستقرّه فهو شجاع. سأل عمرو بن العاص معاوية: إني أرى منك في بعض الأوقات إقداما فأحكم بشجاعتك، وأرى في بعضها إحجاما فأحكم بجبنك، فأخبرني. فقال معاوية:
شجاع إذا ما أمكنتني فرصة ... وإن لم تكن لي فرصة فجبان
سئل ابن القرّية «١» عن الدهاء فقال: تجرّع الغصّة، وتوقّع الفرصة.
المهلب: الإقدام على الهلكة تضييع، كما أنّ الإحجام عن الفرصة جبن.
المتوكل لأبي العيناء «٢» : إني أفرق من لسانك. فقال: يا أمير المؤمنين الشريف ذو فرق وإحجام، واللئيم ذو وقح وإقدام. افراشياب «٣» قال لأخيه: إنّ الشجاع محبّب حتى إلى عدوّه والجبان مبغّض حتى إلى أمّه. قيل: الشجاعة صبر ساعة. عليّ رضي الله عنه: الصبر مطيّة الظفر. قيل: الصبر درج «٤» ، تفضي بمن عرج إلى الفرج. قيل: كما يجذب المغناطيس الحديد يجذب الصبر الظفر. قيل: إنّ أقلّ الصبر ظليل، وإن مضلّه ذليل.