المبحث الخامس
في أن المواضعات سنة لأهل كل فن
امتداداً لسنة التطور والارتقاء، فإن العلوم الإسلامية على اختلافها
وتنوعها صاحب تقسيمها مصطلحات استقل بها كل علم واصطلح أهلوه
عليها، وما زالت تنمو وتزداد حتى صار لها سمة الظهور، وبالغ الاهتمام
في كل فن وعلم.
كما تراه لدى: المفسرين، والمحدثين، والفقهاء، والأصوليين
والكلاميين، وأرباب علوم الآلة واللسان، ونحوهم، مما تجد فنونهم مرتبة
مشروحة في " أبجد العلوم " وغيره من كتب هذا الضرب المؤلفة في " أحوال
العلوم " وهذا التعدد وسع دائرة الاصطلاح، وأثراها، وساهم في غزارتها
وارتقائها. فالمواضعات إذاً تمتد بامتداد العلوم، وتتأثر بصفاتها من النمو،
والدقة، والتنظيم، وقابلية الامتداد على بعد المدى. وهذا من أعظم
الدلائل، وأصدق البراهين على ما امتازت به اللغة العربية من حيوية
خالدة، وطاقة هائلة، تلتهم كل ما يرد إليها، ولا تضيق بورَّادها.
وهو أيضاً من أصدق الأدلة على عظيم الجهود المبذولة في خدمة
العلم، وتذليل صعابه، وتقريب بعيده، وجمع متفرقه من أهل العلم في
كل عصر ومصر. والله أعلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute