المبحث السابع عشر
في ذكر أمثلة لتغيير
المصطلحات في الديار الإسلامية
نتيجة لغياب الحكم بالإسلام عن سلطان الحاكمية في جل دياره ولقاء
إقصاء القضاء الشرعي عن كراسي القضاء في جل أحكامه. وأثراً من آثار
نفوذ الاستعمار الفكري إلى ديار الإسلام، ولغير ذلك من دواعي الفرقة
والتفكك، وعوامل الانحلال والتفسخ، النافذة إلى أفئدة الأمة على مسارب
التبعيات الماسخة للأمم الكافرة - تجسدت أمام المصلحين نازلة
المواضعات الأثيمة على خلاف اللغة والشريعة.
لان العلماء في لغة العرب شكر الله سعيهم قد بذلوا جهوداً مكثفة
في القديم والحديث فأنشؤا سدوداً منيعة وحصوناً حصينة للغة القرآن عن
عوادي الهجنة والدخيل، ويظهر ذلك في المجامع وهي كُثر، وفي كتب
الملاحن وهي أكثر، فدب يراعهم وسالت سوابق أقلامهم وانتشرت سوابح
أفكارهم في نقض الدخيل، ونفي المقرف والهجين فحمى الله سبحانه
اللغة حماية لكتابه.
وأما علماء الشريعة فلهم القِدح المعلى والمكان الأسنى فضموا إلى
كفاح أولئك: فائق العناية في الاصطلاح الشرعي، ومتانة التقعيد
والتأصيل، وعدم السماح لأي مصطلح دخيل بالدخول في اصطلاح
التشريع، وإن كان في بعض المتأخرين من المعاصرين من خفض لها