للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث السابع

في تاريخ الأسباب الإسلامية ونشأة المصطلحات الشرعية

للأسماء شأن كبير في الإسلام، ولهذا قال الله سبحانه ممتناً على آدم

عليه السلام: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} .

فالاسم بداية العلم، والعلم به مفتاح للعلم بالمسمى. وعصر النبي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو عصر التشريع بآية من القرآن الكريم أو سنة من حديثه الشريف،

وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحكم نبؤته ورسالته، وسلطانه في البيان كما في قوله تعالى:

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} ، بين للصحابة رضي الله

عنهم الحقائق الشرعية من الألفاظ اللغوية التشريعية بياناً شافياً بأقواله

وأفعاله وتقريراته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

كما في لفظ " الصلاة " في قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا

الصَّلَاةَ} الآية، فليست الصلاة ما يعرفه العربي من معناها أنه مطلق

" الدعاء " بل هي عبارة مخصوصة في أوقات مخصوصة تشتمل على أقوال

وأفعال مخصوصة بيَّنها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غاية البيان وأدقه في قوله: " صلوا كما رأيتموني

أصلي ".

وكذا في بيانه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للزكاة، والصيام، والحج، وجميع أحكام التشريع

في الأمر والنهي في قوالبه الشرعية فسبحان من نقل أفهام العرب وهداها

إلى هذه المعاني التشريعية المقصودة من تلك الألفاظ العربية التي أريد

<<  <  ج: ص:  >  >>