للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الرابع عشر

في العدوان على مصطلحات الشريعة

إن حفاوة الأمة والتزامها بمصطلحاتها عنوان لعزتها، ومفتاح

لاستقلالها، وأداة بناءة في سبيل وحدتها وأصالتها، وحصانة لكيانها تقاوم

عوامل الانحلال، والتفكك، والتحدي لكل وافد عليها في هذا المجال،

من هجنة في اللسان، وإقراف في المعان، ومنابذة لشريعة الإسلام.

وقد تكرر في التاريخ أكثر من مرة (١) : أن الأمة إذا ضعفت ودب فيها

الوهن انطوت تحت سلطان الغالب ودانت له بالتبعية الماسخة منصهرة في

قالبه وعاداته ابتغاء مرضاته، وهكذا قل في أمتنا اليوم فإنها لاستقبال كل


(١) كثر كلام المحدثين في مدى صحة هذا التعبير، وكقولهم: " زرتك أكثر من مرة ".
وأجمع بحث رأيته هو مقال للشيخ العلامة عبد الرحمن تاج شيخ الأزهر رحمه الله
تعالى بعنوان: " أكثر من واحد " في مجلة مجمع اللغة بمصر ٢٨ / ١٦ - ٢٢ بسط
القول فيه، وأقام عليه أكثر من دليل، وأن هذا من أساليب القرآن الكريم، كما
في قوله تعالى: {وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل
واحد منهما السدس. فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث} الآية. ثم
قال رحمه الله تعالى: (فإن قوله سبحانه فإن كانوا أكثر من ذلك: معناه الذي لا
يصح خلافه هو: فإن كانوا أكثر من أخ واحد، أو أكثر من أخت واحدة ولا يجرؤ
أحد أن يقول: إن معناه فإن كانوا أكثر من الاثنين الأخ والأخت معاً، وذلك أن
كلمة " أو " في الآية هي للدلالة على أحد الشيئين، وليست للدلالة على الاثنين
جميعاً) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>