(لما عزم على الرحيل إلى أفريقيا قام عليه أهل مصر فسألوه في كتبه
أن ينسخوها فأبى عليهم فقدموه إلى القاضي بمصر فقال لهم القاضي:
وأي سبيل لكم عليه، رجل سأل رجلاً فأجابه وهو بين أظهركم فاسألوه كما
سأله، فرغبوا إلى القاضي في سؤاله أن يقضي حاجتهم فسأله القاضي
فأجابه إلى ذلك فنسخوها حتى فرغوا منها) اهـ. فهذا حكم قضائي بالحق
للمؤلف لكن سحنوناً - لمكارم أخلاقه - قَبِل شفاعة القاضي.
٥- كائنة السيوطي مع القسطلاني (م سنة ٧٢٣ هـ) كما في: الشذرات
قال (٥) : (ويحكى أن الحافظ السيوطي (م سنة ٩١١ هـ) كان يحط منه
ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمد منها، ولا ينسب النقل إليها، وأنه ادعى
عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكريا فألزمه ببيان مدعاه فعدد مواضع
قال: إنه نقل فيها عن البيهقي وقال: إن للبيهقي عدة مؤلفات فليذكر في
أي مؤلفاته لنعلم أنه نقل عن البيهقي، ولكنه رأى في مؤلفاتي ذلك عن
البيهقي، فنقله برمته، وكان الواجب عليه أن يقول: نقل السيوطي عن
البيهقي.
وحكى الشيخ جار الله بن فهد: أن الشيخ رحمه الله تعالى قصد إزالة
ما في خاطر الجلال السيوطي فمشى من القاهرة إلى الروضة إلى باب
السيوطي ودق الباب فقال له: من أنت؟ فقال: أنا القسطلاني جئت إليك
حافياً مكشوف الرأس ليطب خاطرك عليّ، فقال له: قد طاب خاطري
عليك. ولم يفتح له الباب ولم يقابله اهـ.
٦- ومنها: كائنة الفراء مع الوراقين في كتابه: معاني القرآن كما في
(١) الشذرات ٨ / ١٢٢ - ١٢٣.