فغار حراء ما زال قائماً مرتفعاً تطلّ قمّته على مكة كلّها، يسترجع المسلمون عند رؤيته مشهد جبريل وهو ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالوحي.
وغار ثور في الناحية الجنوبية من مكة، حيث مشاهد وأحداث الهجرة.
هذا، وممّا اختُصّ به -صلى الله عليه وسلم- أنه هو النبي الوحيد من بين سائر الأنبياء، معروف موطنه في مكّة المكرمة، ومسجده وقبره الشريف في المدينة المنورة، يتوافد جموع المسلمين للصلاة بمسجده، والتسليم عليه في الروضة الشريفة، حيث يقفون أمام القبر الشريف يشهدون أنه -صلى الله عليه وسلم- بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمّة، وكشف الغمة، وترَك أمّته على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
والرسول -صلى الله عليه وسلم-، دون كلّ الأنبياء والمرسلين، هو الذي يتردّد اسمه الشريف في الأذان خمس مرات في اليوم والليلة، هذا بجانب الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- من قِبل الله والملائكة، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب:٥٦).
كلّ هذه الأمور من دواعي الحفْظ، وأمارات الاستمرار، ممّا اختُص به -صلى الله عليه وسلم-، ليظلّ الإسلام من خلال القرآن الكريم وسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حياً في وجدان الإنسانية، يقظاً في قلبها وعقلها، حتى إنّ بعض العلماء من غير المسلمين يهتمّون بسيرته، ويكتبون عنه، ويتناولون حياته بدافع ذاتيّ وشعور داخليّ؛ بل إن الأقطار والدّول التي تعادي الإسلام وتعلن الحرب على المسلمين، تقام فيها المساجد وترتفع فيها المآذن ويكثر الداخلون في الإسلام منهم عاماً بعد عام.