الأداء، وعُذوبة الحَديث، وتأدية المَعنى واضحاً بعِبارة فصَيحة وكلمات بَليغة تأسر النُّفوس وتَستَحوِذ على العُقول، وتُلهب العَواطف وتُثير المَشاعِر، ممّا يُساعد على نَجاح الدّعاة في دعوتهم إلى الله.
ثانياً: علْم أصول الفقه:
وهو علْم يُساعد على تَفهُّم النُّصوص الدِّينية، واستنباط الأحكام الشَّرعية على براهين وأدلّة مَقبولة شَرعاً، والتَّعرّف على مراتِب أدلّة الشَّرع، وبيان المَقبول مِنها وغير المَقبول، والتَّنبيه على ما هو صَحيح منها وعَدم صِحّة غيره، وتَرجيح ما يَقبل التَّرجيح وفْق دلالة الألفاظ الشرعية واللغوية، ونوعيّة الأمر الوَارد في القَضية حسب الأحكام التَّكليفية الخَمْس وهي: الوجوب، الندب، التحريم، الكراهة، الإباحة.
وهذا العلْم يُؤسَّس على الفَهم العَميق للّغة العربية التي تُساعد على استنباط الأحكام الشرعية والحُكْم عليها؛ وهو من هذا الجانب وثيق الصِّلة بعلوم اللّغة، ولا غنىً للدّعاة عن الوقوف على قواعده، والتّعرّف على الأئمّة الفقهاء الذين وضعُوا أسُسه، وشيّدوا صَرحه، كالإمام أبي حنيفة -رحمه الله- الذي صنَّف كِتابه "كتاب الرأي"، وقد بيَّن فيه طُرق الاستنباط. وكذلك الإمام الشافعي -رحمه الله-، حيث صنَّف في هذا العلْم مؤلّفات عَديدة عُرف منها: كتاب "الرسالة"، وكتاب "أحكام القرآن"، و "اختلاف الحَديث"، و "إبطال الاستحسان"، وكتاب "جِماع العلْم"، وكتاب "القياس".
يقول ابن حجَر عن الإمام الشافعي:
"فكان بحقّ أوّلَ من أصّل الأصول وقعّد القواعد، وأذعَن له المُوافق والمُخالِف".