للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إني عند الله لخاتم النبيِّين، وإن آدم لمجندل في طينته))، رواه أحمد. وعن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي))، أخرجه الشيخان.

ونسوق لأولئك القوم الذين انساقوا طوعاً أو كرهاً لرغبات الغرب، ووقعوا في شباكه تحت مسمَّى: "حوار الحضارات" و"لقاء الأديان"، فتخلَّوْا عن ثوابت الإسلام: نصوصاً من الأناجيل التي بين أيدي النصارى الآن، تشير بوضوح وصراحة إلى أنّ الإسلام هو خاتم الرسالات. كما أشار إلى ختم النبوة والرسالة بعض نصوص العهد القديم.

فممّا جاء في العهد القديم: "جاء الرّبّ من سيناء، وأشرق لنا من ساعير، وتلألأ من جبال فاران". ويذكر العلماء أنّ هذه العبارة تشير إلى أماكن نزول الوحي:

فالمجيء من سيناء: إشارة إلى رسالة موسى -عليه السلام-.

والإشراق من ساعير: دلالة على رسالة -عيسى عليه السلام-.

والتلألأ من جبال فاران: تنبيه على رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن جبل فاران هو أحد جبال مكة.

وهذا ما تشير إليه سورة (التين)، قال تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ} (التين:١ - ٣).

فلقد أقسم الله تعالى بهذه المواطن الثلاثة التي شهدت وحي السماء لأنبياء الله تعالى الثلاثة: عيسى، وموسى، ومحمد -عليهم جميعاً الصلاة والسلام-.

<<  <   >  >>