للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن قصْر اسم الإشارة على هذا البلد الأمين في قوله: {وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ} دلالة على وجود الإسلام واستمراره، وأنّ مكة المكرمة والكعبة المشرّفة سيَظلاّن محطّ أنظار المسلمين وقِبلتهم، لأن اسم الإشارة لا يشار به إلاّ إلى شيء واقعٍ وموجود ومُحَسّ ومُشاهَد.

ولقد جاء في "إنجيل متّى"، (الإصحاح: ٢١)، قول عيسى -عليه السلام- لقومه:

"ما قرأتم قطّ في الكتب الحجَر الذي رفضه البنّاؤون، قد صار رأس الزاوية من قِبل الرّبّ. كان هذا عجيباً في أعيننا؛ لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطي لأمة تعمل أثماره".

وهذا ما أشار إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: فقد روي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَثَلي ومَثَل الأنبياء كمَثَل رجُل بنى داراً فأكملها وأحسنها، إلاّ موضع لَبِنة. فكان مَن دخَلها فنظر إليها قال: ما أحسنها! إلاّ موضع هذه اللّبنة! فأنا موضع اللّبنة؛ خُتم بي الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-))، رواه البخاري ومسلم.

وجاء أيضاً في "إنجيل يوحنا" (الإصحاح: ٢٠ - ٢٤):

قول عيسى -عليه السلام- للمرأة السّامريّة عن تحويل القِبلة التي يصلي إليها بنو إسرائيل إلى قِبلة أخرى، ولم تتغيّر القبلة إلاّ على يد محمد -صلى الله عليه وسلم-. يقول الإنجيل: "إن المرأة السّامريّة قالت ليسوع: آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون: إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجدوا فيه. قال لها يسوع -أي: عيسى -عليه السلام-: "يا امرأة. صدقيني. إنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون لله. الله روح، والذي يسجدون له؛ فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا".

<<  <   >  >>