أي: لِذي عقل ولبّ وحِجا. وإنما سمي العقل "حِجْراً""لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال، ومنه: حِجر البيت الحرام، لأنه يمنع الطائف من اللّصوق بجدره".
حفظ الإسلام للعقل:
حرص الإسلام على العناية بالعقل والمحافظة عليه، وذلك بما يلي:
أولاً: حرَّم الإسلام تحريماً قاطعاً كلّ ما يُذْهِب العقل ويُغيِّب الفكر، وجعَل المحافظة على سلامة العقول إحدى ضروريات الإنسان الخمْس، وهي: النفْس، والدِّين، والعقل، والعِرض، والمال.
ولذلك حرّم الله الخمر والمُسكرات والمُفتِّرات بكافة أنواعها، السائلة منها والجامدة، ما يُشرب منها وما يُحقن أو يُشمّ، وكلّ ما يُخامر العقل ويَستره ويُغطّيه. قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}(المائدة:٩٠، ٩١).
وعن أنس -رضي الله عنه- قال:((لعَن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الخمر عشرة: عاصرَها ومُعتصرَها، وشاربَها، وحاملَها، والمحمولةَ إليه، وساقيها، وبائعَها، وآكلَ ثمنها، والمشتري لها، والمشترَى له))، رواه ابن ماجة والترمذي.
ثانياً: أطلق الإسلام للعقل عنان الفكر بما لا يتصادم مع عقائد الدِّين وثوابت الشّرع، ومنَحه حرية التعبير عما يجيش بعقله؛ فلا يصادر الإسلام رأياً، ولا يكبت فكراً، إلاّ إذا كان فكراً يُنكر ما هو معلوم من الدِّين بالضرورة، أو يعارض قاعدة من قواعد الشريعة الإسلامية، أو يخالف فطرة الله التي فطر الناس