وقوله تعالى على لسان قوم شعيب -عليه السلام-: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ}(هود:٩١).
وفي الاصطلاح:
العلْم بالأحكام الشرعية العمليّة المستمَدّة من أدلّتها التفصيليّة. وقد أطلق العلماء لفظ "الفقه" على جميع الأحكام الدِّينيّة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، سواء كانت هذه الأحكام متعلّقة بأمور العقيدة، أو العبادات، أو الأخلاق، أو المعاملات.
وعلْم الفقه من ألزم ما يحتاج إليه الدّعاة، وهو جوهر دعْوتهم وصُلْب رسالتهم، لا غنىً لهم عن التفقه فيه والوقوف على أحكامه. وهو فرْض عيْن عليهم، قال تعالى:{فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}(التوبة:١٢٢).
ويقول -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن يُرِدِ اللهُ به خيراً يُفقِّهْهُ في الدِّين)).
فعلْم الفقه ذو علاقة وثيقة بعلْم الدّعوة وبعمل الدّعاة، إذ إنّ رسالتهم لا تتوقف على مجرّد الوعظ والإرشاد، وإنّما مِن أسُس دعْوتِهم إلى الله: أن يُبصِّروا المسلمين بالأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات.
ثالثاً: القرآن الكريم وعلومه:
من أهم مقوِّمات الدّعوة إلى الله: حفْظ القرآن الكريم، وإتقان تلاوته، وتدبّر آياته، واستيعاب أحكامه. ولا يتصوّر ذو عقل ولبّ أن يُعدّ الدعاة بعيداً عن ساحة القرآن الكريم، ويتأهّلون على غير موائده. وعلى الداعية بجانب وجوب حفْظه للقرآن، أن يكون على صلة دائمة بعلومه وارتباط بتفسيره، وأنْ يكون على دراية بالموضوعات التالية: