وعلومها التي تضافرت الأمّة خلال القرن الأوّل والثاني على جمْعها وتدوينها من خلال ضبط المتْن والسّنَد، والنقل عن الرواة العدول الثقات.
وأصبح لدى الأمّة موسوعة ضخمة من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وأقواله، تمّ تصنيفها وتبويبها، ووُضع لها علْم "مصطلح الحديث" ليُعرف من خلاله درجة صحة الحديث، ومدى قوّة السند وعدالة الرواة، ويتميّز الصحيح من الضعيف والموضوع.
هذا العلْم الشريف عميق الصّلة بعلوم الدعوة وجوهر تكوين عقليّة الدعاة.
ولكي يتمّ عميق الصلة بين علْم الحديث وعلْم الدعوة، فينبغي على الدّعاة أن يلتزموا بالأمور التالية:
١ - الاطّلاع على أمّهات المصنّفات التي دُوِّنت فيها الأحاديث النبوية ومنها:
"صحيح البخاري"، "صحيح مسلم"، "سنن أبي داود"، "سنن الترمذي"، "سنن النسائي"، "سنن ابن ماجة"، "مسند الإمام أحمد".
٢ - دراسة علوم الحديث مع ما يتعلّق بتدويه، مع بيان شُبهات المستشرقين التي أثاروها ضد السُّنّة.
٣ - أن يتجنّب الدعاة رواية الأحاديث الضعيفة والموضوعات، وأن يتثبّتوا في النقل عنه -صلى الله عليه وسلم-.
٤ - معالجة قضايا الأمّة ومشاكلها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، في ضوء القرآن والسّنة.