للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس. روي عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله تعالى لا ينظر إلى صُوَركم وأموالِكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))، رواه مسلم.

وروي عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يُبعثُ كلّ عبدٍ على ما مات عليه))، رواه مسلم. أي: من الإخلاص أو عدَمه.

والإخلاص ثوابه كبير ومَهره غالٍ. وقد يُبتلى الدّعاة ويُفتنون ليُتبيّن حقيقة إخلاصهم وصدقُ نواياهم، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (محمد:٣١).

وقال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:٢، ٣).

فعلى قدْر إخلاص الدّعاة يكون العوْن من الله؛ فكلّما زاد الإخلاص، زاد التأييد والتوفيق من الله. وكلّما ضعُف الإخلاص وتلاشى، قلّ عون الله وتأييده.

ويحكى في هذا قصّة رمزية: "أنّ عابداً كان يعبد الله دهراً طويلاً، فجاءه قومٌ فقالوا: إنّ ها هنا قوماً يعبدون شجرة من دون الله تعالى. فغضب لذلك، وأخذ فأسَه على عاتقه، وقصَد الشجرة ليقطَعها. فاستقبله إبليس في صورة شيخ، فقال: أين تريد، رحمك الله؟ قال: أريد أن أقطع هذه الشجرة. قال: فإني لا أتركك أن تقطعها. فقاتله. فأخذه العابد فطرَحه إلى الأرض، وقعد على صدره. فقال له إبليس: أطلقْني حتى أكلِّمك! فقام عنه. فقال إبليس: يا هذا، إن الله تعالى قد أسقط عنك ولم يفرضه عليك. وما تعبُدها أنت، وما عليك من غيرك. ولله تعالى أنبياء في أقاليم الأرض، ولو شاء لبعَثهم إلى أهلها وأمَرَهم بقطْعها. فقال العابد: لا بدّ لي مِن قطْعها. فنابذه للقتال. فغلبه العابد وصرَعه، وقعد على

<<  <   >  >>