وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((الكَيِّس مَن دان نَفسه وعَمِل لِما بعد المَوت، والعاجِز مَن أتْبع نَفسَه هَواها وتَمنّى على الله الأمانيّ))، رواه الترمذي وابن ماجة.
وعن أبي بَرزة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال:((إنّما أخشى عَليكم شَهواتِ الغَيّ في بُطونِكم وفُروجِكم، ومُضِلاّتِ الهوى))، رواه أحمد، والبزار، والطبراني.
فمِن خِلال تلك النُّصوص من الكِتاب والسُّنّة، يتَّضح أن اتِّباع الهوى هو أحد أسباب ارتكاب المَعاصي.
٥ - النَّفس الأمّارة بالسُّوء:
قسّم القرآن الكريم النَّفس الإنسانية إلى ثلاثة أقسام:
١ - النَّفس المُطمئنّة، وهي: التي استقرّ الإيمان في أعماقِها، فاطمأنت إلى جَنب الله، واعتمدت عليه، واتّجهت إليه بكلّ مشاعِرها وعواطِفها؛ فكان أجْرها كبيراً، وثوابها عظيماً، قال تعالى:{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}(الفجر:٢٧ - ٣٠).
٢ - النَّفس اللّوّامة، وهي: النَّفس التي يتصارع في داخلها نوازِع الخَير ودوافع الشّر، ولكنها ذات ضَمير حيٍّ وقلبٍ يقِظ، ما تَكاد تَقْترف سيئةً إلاّ ويستيقظ فيها الخَوفُ من الله والنّدم على ما اقترفتْه، واللّوم والتَّقريع على ما ارتكبتْه، فتُبادر بالتَّوبة إلى الله والاستغفار من الذنب.
هذه النَّفس يُقْسم الله بها تَقديراً لمجاهدتها، ويَمسح عنها تلك الجِراح الدَّامية، والآلام المُبرحة الناتِجة عن مَعركتها مع الشّهوات. ويَجعل القَسَم بها عَقِب القَسَم بيوم القِيامة، للاشتراك في تَدافع الخَلْق وتَزاحمهم يوم الفزع الأكبر،