للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكما في حديثه عن القوس حين يصفها فهي صفراء عيطل وهي هتوف من الملس المتون، أو عن الذئب: أزل تهاداه التنائف أطحل:

........................ يخوت بأذناب الشعاب ويعسل

وحديثه عن النحل:

أو الخشرم المبعوث حثحث دبره ... محابيض أرداهن سام معسل

ونلحظ في قوله:

ولست بمحيار الظلام إذا انتحت ... هدى الهوجل العسيف يهماء هوجل

ثقلا في نطق الشطر الثاني, وربما كان ذلك راجعا لكثرة تكرير الهاء، مع تكرار كلمة بذاتها مرتين, وكأنما هذه المعاناة في النطق وتلك المعاضلة في الكلام شبيهة بالمعاناة التي تصيب من يسلك دروب الصحراء ويتعرض للسير فيها.

فالألفاظ ارتبطت بطبيعة المعنى الذي تؤديه، والجاحظ يقول: إن لكل مقام مقالا وذلك يعني أن الفكرة تقتضي عباراتها، كما ارتبطت الألفاظ بطبيعة التجربة فكانت في معظمها حسية مادية، فلغة الشنفرى مستمدة من بيئته ومن طباعه، ولذلك كنا نعثر

<<  <   >  >>