ومن جهة أخرى تجد أساليب الشاعر يغلب عليها الشروط ويطغى على معظمها: فإن تبغني -وإن تقتنصني في الحوانيت- وإن يلتق الحي الجميع -متى تأتني أصبحك كأسا -إذا نحن قلنا: أسمعينا انبرت لنا-
إذا رجعت في صوتها، وما إلى ذلك من التعابير الشرطية.
ويصاحب أداة الشرط صيغ الأمر في بعض الأبيات، وذلك راجع إلى طبيعة الموضوع الجدلي مثل: فاغن وازدد، أسمعينا، فدعني، فذرني أروي هامتي.
ولا شك أن هذه الصيغ وتلك الأساليب المتعددة تدل على نفسية قلقة, كما تعبر عن الأحوال النفسية التي تطرأ عليه وهو يعاني وطأة المصير الذي ينتظره، بالإضافة إلى أنها تساعد على إثارة انتباه السامع والقارئ وتمهد السبيل لإقناعه، ولم يكن طرفة مفتنا في صوره الخيالية وتشبيهاته المجتلبة، ومع ذلك كان صادقا فيها, وأهم ما كان يعتمد عليه في فنه التشبيه الذي كان المرتكز الأول للعمل الفني، شأنه في ذلك شأن الشعراء الجاهليين، إذ يعتمد عليه الشاعر في عرض أفكاره، وفي صياغتها ويستمد مادته من البيئة المحيطة به.
فحين يتحدث عن أصحابه يشبههم بالنجوم نداماي بيض كالنجوم, فهم كالنجوم في تألق وجوههم للدلالة على حريتهم