للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تصوير حال قومه وماهم عليه من الغفلة]

...

فسن الحراب كناية عن التهيؤ والاستعداد، وترك النوم كناية عن اليقظة وشدة الحيطة والحذر.

ثم ذكر لقومه ما يخيفهم من عدوهم ليحملهم على الاستعداد للقائهم، فالفرس علاوة على استعدادهم ويقظتهم حين ينظرون إليهم ويحدقون بأبصارهم تلمع عيونهم فيخرج منها شعاع كأنه نار محرقة شبت في غابة ضخمة فتصاعد منها اللهب وتطايرت قطعه فملأت الآفاق.

وأخيرا يوضح لهم عزم الفرس على غزوهم وتصميمهم على إبادتهم والخلاص منهم حيث لا يشغلهم شاغل عن هدفهم، بل لا يطيب لهم طعام ولا يسيغ لهم شراب حتى يحققوا غايتهم وينجزوا ما أعتزموا عليه:

لا الحرث يشغلهم بل لا يرون لهم ... من دون بيضتكم ريا ولا شبعا

٣ وبعد أن يرسم صورة حية لأعدائهم ووصف ماهم عليه من الإستعداد واليقظة ناسب ان يصور حال قومه كذلك وماهم عليه من الأنشغال والغفلة ويبدو أنه كان مطلعا على أحوالهم عارفا بأخبارهم، فهم مشغولون بالحرث والزرع، وتربية الإبل وتثمير المال، ويسجل عليهم بذلك غفلتهم وحمقهم وجهلهم بما يدبر لهم حيث إنهم لا يدعون موضعا يصلح للزراعة إلا

<<  <   >  >>