يالهف نفسي إن كانت أموركم ... شتى وأبرم أمر الناس فاجتمعا
وحين يسير هؤلاء الخصوم إلى قومه لا يمشون على أقدامهم وإنما يطيرون شوقا إلى منازلتهم والقضاء عليهم، ولقد جمع العدو جموعه مستعدا للزحف نحوهم مزدهيا بقوته متباهيا بجبروته وعظمته، وأن هذه الحشود المجتمعة تصل إلى عدوها في أي مكان، مهما كانت مناعته، في الجبال الشم أو القلاع المحصنة.
وهم جميعا مدججون بالسلاح، وقد عبر عن ذلك بكناية لطيفة فيها جمال الإيجاز ودقة التصوير في قوله:
فهم سراع إليكم بين ملتقط ... شوكا وآخر يجني الصاب والسلعا
فالصاب والسلع كناية عن العدة والسلاح، فهو بذلك يصور يقظة العدو وما أعده لهم من سلاح بأن كل فرد منهم أما أن يحمل سلاحا أو يحمل الموت الزؤام ليجرعه خصمه المهزوم، وهم يوالون التدريب ويواصلون الاستعداد لا يغفلون عن ذلك ساعة من ليل أو نهار:
في كل يوم يسنون الحراب لكم ... لا يهجعون إذا ما غافل هجعا