٦ وتلقانا صورة للذئب الجائع الباحث عن الطعام وحوله الذئاب التي تشبه حاله وكأن هذه الذئاب أصابها ما أصابه فاستطرد إلى ذكر صورة مشابهة له في لوحة بلغت الغاية في الروعة والإعجاب، فالذئب الذي صور به حاله قد استبد به الجوع فانطلق يسابق الريح ويرمي نفسه في الأودية يبحث عن رزقه هنا وهناك، ولما لم يجد، أطلق صيحة مدوية أجابته على إثرها الذئاب الجائعة التي تعذر عليها الحصول على الرزق
فلما لواه القوت من حيث أمه ... دعا فأجابته نظائر نحل
ثم يستطر الشاعر في تصوير هذه الذئاب فهي ضامرة هزيلة فأجابته نظائر نحل، وهي شيب الوجوه لما يغلب على وجوهها ورءوسها من بياض الشعر وهي كالعيدان التي يحركها بيده كأنها قداح بكفي ياسر، وأما حالتها النفسية فهي في رعب وفزع من جراء ما هي فيه حتى كأنها نحل طرد من خلاياه
أو الخشرم المبعوث حثحث دبره ... محابيض أرداهن سام معسل