فإن يك من جن لأبرح طارقا ... وإن يك أنسا ماكها الأنس تفعل
وفي هذا البيت تشبيه ضمني حيث شبه نفسه بالشياطين الذين يأتون بالمعجزات التي تفوق طوق البشر.
فالشنفرى يفخر بتحديه للطبيعة وانتصاره على نواميسها؛ مثل البرد والمطر واليل الأليل والجوع الذي يلهب الأحشاء وينتصر عليه بالتنكر له ومجاهدة النفس وتحمله للظمأ والحر الذي يسيل لعابه حتى يضيق به الأفاعي فتتململ على الرمل بينما هي لا تنشط ولا تتحرك إلا في الصيف، هذا الجو لا يخيف الشنفرى ولا يفر منه بل يمارس حياته العادية متعرضا لحر الشمس ليس بينه وبينها كن أو ستر:
ويوم من الشعرى يذيب لوابه ... أفاهية في رمضائه تتململ
نصبت له وجهي ولاكن دونه ... ولا ستر إلا الأتحمي المرعبل
١٠ واذا كان الشنفرى ثائرا على أبناء قبيلته وعلى المجتمع وعلى البيئة وعلى كل قوة خارجية لا تصدر عن إرادته، فإننا نراه في هذه اللوحة متصالحا مع الطبيعة حين يصور أناث الوعول وهي تعدو من