غير أن تنكير كلمة نسوانا وجمعها أضفى ظلال التفخيم والتهويل وأثار مشاعر الرعب والخوف من كثرة القتل، ثم استيقظ الناس وفتحوا عيونهم على الحقيقة دون أن يعرفوا مصدر هذا الخطر، وقد صور الشنفرى ما تخيله من حال القوم حيث لم يرهم فهم في حيرة من أمر المغير أهو ذئب أم ضبع؟ إنه ليس من الإنس ولا من الجن إنه الشنفرى يتوحش حين يجنه الظلام:
وأصبح عني بالغميصاء جالسا ... فريقان مسئول وآخر يسأل
فقالوا لقد هرت بليل كلابنا ... فقلت أذئب عس أم عس فرعل
فلم تك إلا نبأة ثم هومت ... فقلنا قطاة ريع أم ريع أجدل
ويظهر اعتزاز الشنفرى بنفسه وافتخاره بانشغال الناس بأمره حين يقول: وأصبح عني والناس جميعا يتحدثون عنه دون استثناء وقد انقسموا فريقين فريق يسأل وآخر يجيب.
لقد ترك الشنفرى القوم في حيرة من أمرهم أيكون المغير جنا أم إنسا؟ وانتهموا إلى أن هذا ليس من صنع الإنس فما عهدوا في البشر من يصنع مثل هذا: