[القصيدة ذات موضع واحد, والمقدمة ليست بعيدة عن غرضها الأصلي]
...
٤ والقصيدة ذات موضوع واحد مترابط يسلم بعض أجزائها لبعض، فليس استطراد أو خروج على الغرض الأصلي إلى غيره من الأغراض الأخرى شأن غالبية الشعر الجاهلي، فالشاعر ينذر قومه بالخطر الذي يتهددهم ويخوفهم من غزو كسرى، ثم يصور حالهم وما هم عليه من الغفلة ليستحثهم على مواجهة العدو، وفي النهاية يتحدث عن صفة القيادة والقائد الذي يعتمدون عليه.
على أن مقدمة القصيدة لم تكن بعيدة عن غرضها الأصلي، وإنما ضمنها الشاعر-كما تقدم- مشاعر الحزن الذي يجلل معظم أبيات القصيدة فحزنه لفراق حبيبته شبيه بالحزن الذي يستبد به من جراء غفلة قومه عن الخطر فالمقدمة إذن تتصل برحم ماسة بالغرض العام الذي خلصت له القصيدة.