فالوعول هنا لا تنفر منه وإنما تألفه وتأتس به وهو يأتس بها، فكأنها إناث تلتف حول ذكر قوي منيع في وقت الأصيل، فقد أصبح جزءا من هذه البيئة أو وحشا من وحوشها، فالطبيعة التي كان ثائرا عليها حيث تصليه برمضائها وتذيقه من الظمأ والجوع ما يهد جسمه وتصيبه بالبرد والرعدة قد تصالحه في وقت ما, ويجد فيها من مظاهر الجمال والمتعة ما يخلب النفس ويسحرها.
ويبدو من خلال الصورة شيء، قد يكون حرمانا جنسيا يعانيه من كان في مثل ظروفه، ولذلك نراه يتحدث عن الوعول الإناث وبزرها في صورة العذارى من الأدميات، وعليهن ثياب ذات ذيول وكأنها ثياب العرائس، أو المسرفات في التزين، وهو في الصورة الذكر الوحيد بين هذه الإناث، بل فحل بالغ القوة والمنعة، فكأنه يحاول إشباع حاجته