٢٨ الطريف من المال: ما استحدثه الإنسان واكتسبه، وهو خلاف التالد الذي يرثه الإنسان. قال جميل بن معمر:
وقد كان حُبَّيكم طريفا وتالدا ... وما الحب إلا طارف وتليد
التحليل من ٢١-٢٨
وبعد أن صور يقظة العدو وتأهبه لملاقتهم والانقضاض عليهم، أخذ في تصوير حال قومه وما هم عليه من الغفلة والانشغال بصغائر الأمور التي لا تغني عنهم وقت الشدة وساعة اللقاء، ثم أخذ يعدد مظاهر هذه الغفلة.
فهم مشغولون بحرث الأرض واستزراعها، يبذلون فيها أقصى طاقتهم، لا يدعون موطنا صالحا للزراعة إلا استغلوه وجعلوا ذلك شغلهم الشاغل واهتمامهم الذي يطغي على ما عداه يربون الإبل، ويستزيدون منها بالتلقيح والولادة.
وهم يأمنون شر عدوهم فلا يخشون هجمته ولا يخافون غدرته، بينما كسرى قد جمع جموعه وأعد عدته استعدادا للقائهم، فقد دنا منهم الخطر وكاد أن يحدق بهم، وهو لا شك خطر عظيم يبدد