حسان بن ثابت بعد أن تحدث عن الديار الدوارس وأراد ان ينتقل منها إلى الحديث عن حبيبته:
فدع هذا ولكن من لطيف ... يؤرقني إذا ذهب العشاء
يقول ابن رشيق عن طريقة العرب حين كانت تتخلص من غرض لآخر: كانت العرب تقول عند فراغها من نعت الإبل وذكر القفار، وما هم بسبيله دع ذا وعد عن ذا ويأخذون فيما يريدون أو يأتون بأن المشددة ابتداء للكلام الذي يقصدونه ثم يقول: وإذا لم يكن التخلص متصلا بما قبله بل انتقل الشاعر من معنى إلى آخر من غير تعلق بينهما سمى اقتضابا وانقطاعا كأن الشاعر استهل كلاما آخر١.
وفي هذا الغرض يطلب الشاعر ممن يحمل رسالته أن يبلغها إلى قومه بالجزيرة على وجه السرعة وأن يخص منهم وجهاءهم وأهل الرأي فيهم، فهؤلاء أهل الحل والعقد، وبيدهم تبرم الأمور.
ولما كان لقيط يعمل في ديوان كسرى ويتصل بكثير من رجالات الفرس فقد أتاح له ذلك -بحكم موقعة- الاطلاع على كثير من أسرار الدولة ومعرفة بأمور الحرب والقيادة فإذا جاءهم الإنذار من