للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك قول كعب عن قلبه: لم يفد مكبول وقول أبيه وفارقتك برهن لافكاك له نجد كثيرًا من المشابه والعلاقة الواضحة بينهما.

كما أن قول كعب عن ريقها:.......... كأنه منهل بالراح معلول مأخوذ من قول زهير: اغتبقت من طيب الراح

وقول كعب في قصيدته:

شجت بذي شبم من ماء محنية ... صاف بأبطح أضحى وهو مشمول

مأخوذ من قول زهير:

شج السقاة على ناجودها شبما ... من ماء لينة لا طرقا ولا رنقا

فوصف الماء بالصفاء وأحد في كلا القصيدتين، وهكذا نجد أن كعبا استمد بعض معانيه من أستاذه وأبيه.

وإذا كان زهير يعني بلغته ويحشد في كلماته قوة إيحائية كبيرة كما تقدم، فإنه لم يغفل التصوير، بل هو أداة بارزة في فنه، وإن كان أكثر بروزا وتكثيفا في مقدمة القصيدة يسجل به الشاعر قدرته الفنية قبل أن يتقيد بموضوع القصيدة، فنراه يشبه عينيه تفيض دموعها الغزار على إثر فراق محبوبته بالدلو الملئ بالماء، ويصور أثر الحب في نفسه فيبدع في تصويره، ليمثل لنا قدرة فنية رائعة، كقوله في وصف دموعه:

كأن عيني في غربي مقتلة ... من النواضح تسقي جنة سحقا

<<  <   >  >>