الطاهرة التي هي أول تربة مست جسمه الطاهر بنى عليه مسجد لم ير أحفل بناء منه أكثره ذهب منزل به والموضع المقدس الذي سقط فيه صلى الله عليه وسلم ساعة الولادة السعيدة المباركة التي جعلها الله رحمة للأمة أجمعين محفوف بالفضة فيالها تربة شرفها الله بان جعلها مسقط أطهر الأجسام ومولد خير الآنام صلى الله عليه وعلى إله وأصحابه الكرام وسلم تسليما. يفتح هذا الموضع المبارك فيدخله الناس كافة متبركين به في شهر ربيع الأول ويوم الإثنين منه لأنه كان شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم وفي اليوم المذكور ولد صلى الله عليه وسلم وتفتح المواضع المقدسة المذكورة كلها وهو يوم مشهور بمكة دائما.
ومن مشاهدها الكريمة أيضا دار الخيزران وهي الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعبد الله فيها سرا مع الطائفة الكريمة المبادرة للإسلام من أصحابه رضي الله عنهم حتى نشر الله الإسلام نها على يدي الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وكفى بهذه الفضيلة.
ومن مشاهدها أيضا دار أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهي اليوم دراسة الأثر ويقابلها جدار فيه حجر مبارك يتبرك الناس بلمسه يقال: إنه كان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم متى اجتاز عليه. وذكر أنه جاء يوما صلى الله عليه وسلم إلى دار أبي بكر رضي الله عنه فنادى به ولم يكن حاضرا فأنطق الله عز وجل الحجر المذكور وقال: يا رسول ليس بحاضر. وكانت من إحدى آياته المعجزات صلى الله عليه وسلم.
ومن مشاهدها قبة بين الصفا والمروة تنسب لعمر بن الخطاب رضى الله عنه وفي وسطها بئر يقال إنه كان يجلس فيها للحكم رضى الله عنه. والصحيح في هذه القبة أنها قبة حفيده عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وبإزاء داره المنسوبة إليه وفيها كان يجلس للحكم أيام توليه مكة. كذلك حكى لنا أحد أشياخنا الموثوقين. ويقال: إن البئر كانت في القديم فيها ولا بئر فيها