نيف على مائة مجلد وذكر أيضا أن بين باب الفراديس وهو أحد أبواب البلد وفي الجهة الشمالية من الجامع المبارك على مقربة منه إلى جبل قاسيون مدفن سبعين ألف نبي وقيل سبعون ألف شهيد وان الأنبياء المدفونين به سبعمائة نبي والله أعلم.
وخارج هذا البلد الجبانة العتيقة وهي مدفن الأنبياء والصالحين وبركتها شهيرة وفي طرفها مما يلي البساتين وهذه من الأرض متصلة بالجبانة ذكر أنها مدفن سبعين نبيا وعصمها الله نزهها من أن يدفن فيها أحد والقبور محيطة بها وهي لا تخلو من الماء حتى عادت قرارة له كل ذلك تنزيه من الله تعالى لها.
وبجبل قاسيون أيضا لجهة الغرب على مقدار ميل أو أزيد من المولد المبارك مغارة تعرف بمغارة الدم لأن فوقها في الجبل دم هابيل قتيل اخيه قابيل ابني آدم صلى الله عليه وسلم يتصل من نحو نصف الجبل إلى المغارة وقد ابقى الله منه في الجبل آثارا حمرا في الحجارة تحك فتستحيل وهي كالطريق في لجبل وتنقطع عند المغارة وليس يوجد في النصف الأعلى من المغارة آثار تشبهها فكان يقال إنها لون حجارة الجبل وإنما هي من الموضع الذي جر منه القاتل لاخيه حيث قتله حتى انتهى إلى المغارة وهي من آيات الله تعالى وآياته لا تحصى.
وقرأنا في تاريخ ابن المعلى الاسدي أن تلك المغارة صلى فيها إبراهيم وموسى وعيسى ولوط وأيوب عليهم وعلى نبينا الكريم أفضل الصلاة والسلام وعليها مسجد قد أتقن بناؤه ويصعد إليه على أدراج وهو كالغرفة المستديرة وحولها اعواد مشرجبة مطيفة بها وبه بيوت ومرافق للسكنى وهو يفتح كل يوم خميس والسرج من الشمع والفتائل تقد في المغارة وهي متسعة. وفي أعلى الجبل كهف منسوب لادم صلى الله عليه وسلم وعليه بناء وهو موضع مبارك وتحته في حضيض الجبل مغارة تعرف بمغارة الجوع ذكر