وهو يشق تحت الربوة وقد نقر له في الحجر الصلد أسفلها حتى انفتح له متسرب واسع كالغار وربما انغمس الجسور من سباح الصبيان أو الرجال من أعلى الربوة في النهر واندفع تحت الماء حتى يشق متسربه تحت الربوة ويخرج أسفلها وهي مخاطرة كبيرة.
ويشرف من هذه الربوة على جميع البساتين الغربية من البلد ولا أشراف كإشرافها حسنا وجمالا واتساع مسرح للأبصار. وتحتها تلك الأنهار السبعة تتسرب وتسيح في طرق شتى فتحار الأبصار في حسن اجتماعها وافتراقها واندفاع انصبابها وشرف موضوع هذه الربوة ومجموع حسنها أعظم من أن يحيط به وصف اصف في غلو مدحه وشأنها في موضوعات الدنيا الشريفة خطير كبير.
ويتصل بها أسفل منها بمقربة من المسافة قرية كبيرة تعرف بالنيرب قد غطتها البساتين فلا يظهر منها إلا ما سما بناؤه وبها جامع لم ير أحسن منه مفروش سطحه كله بفصوص الرخام الملون فيخيل لناظره إنه ديباج مبسوط وفيه سقاية ماء رائقة الحسن ومطهرة لها عشرة أبواب يجرى الماء فيها ويطيف بها وفوقها لجهة القبلة قرية كبيرة هي من أحسن القرى تعرف بالمزة وبها جامع كبير وساقية معينة وبقرية النيرب حمام وأكثر قرى هذه البلدة فيها الحمامات.
وفي الجهة الشرقية من البلد عن يمين الطريق إلى مولد إبراهيم عليه السلام قرية تعرف ببيت لاهية١ يريدون الآلهة وكانت فيها كنيسة هي الآن مسجد مبارك وكان آزر أبو إبراهيم ينحت فيها الآلهة ويصورها فيجيء الخليل إبراهيم صلوات الله عليه وعلى نبينا الكريم فيكسرها وهي اليوم مسجد يجتمع فيه أهل القرية وسطحه كله مفروش بفصوص الرخام الملونة منتظم كله خواتيم واشكالا بديعة يخيل لمبصرها أنها فرش متقنة مزخرفة وهو