للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه» «١».

وفي الترمذي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر» «٢» وكان عمر بهذا يعلم أن ما يأتي النبيّ صلى الله عليه وسلم من الوحي والملائكة وما يخبر به من الغيب وما يأمر به وينهى عنه أمر زائد على قدره ومجاوز لطاقته بل يجد بينه وبين ذلك من التفاوت ما يعجز القلب واللسان عن معرفته وتبيانه بل كان عمر بما حصل له من المكاشفة «٣» والمخاطبة يعلم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أكمل منه معرفة ويقينا وأتم صدقا وأخلاقا وأعلم منه بقدر الرسول صلى الله عليه وسلم فكان خضوع عمر هذا الذي هو أفضل الأولياء المحدثين الملهمين المخاطبين لأبي بكر الصديق كخضوع من رأى غيره من مشاركيه في فنه أكمل منه، كخضوع الأخفش «٤» لسيبويه «٥» وزفر «٦» لأبي حنيفة «٧»


(١) أخرجه الترمذي في سننه برقم (٣٩٤٧) وأحمد في المسند برقم (٥١٤٥ و٥٦٩٧) وعبد بن حميد في المنتخب برقم (٨٥٧) والطبراني في الأوسط برقم (٢٩١) والبغوي في شرح السنة برقم (٣٨٧٥) وابن حبان في صحيحه برقم (٦٨٩٥) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
والحديث صححه العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم (٢٩٠٨).
(٢) لم أجده بهذا اللفظ، وإنما أخرجه الترمذي في سننه برقم (٣٩٥١) وأحمد في المسند (٤/ ١٥٤) والطبراني في معجمه الكبير (١٧/ ٢٥٧) والحاكم في المستدرك (٣/ ٨٥) والقطيعي في الفوائد المنتقاة (١٧/ ١ - ٢) والروياني في مسنده (٥٠/ ١) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كان نبي بعدي لكان عمر بن الخطاب».
والحديث حسنه العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم (٢٩٠٩) وفي الصحيحة برقم (٣٢٧).
(٣) الكشف في اللغة رفع الحجاب، وفي الاصطلاح عند الصوفية هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجودا وشهودا.
انظر التعريفات للجرجاني (ص ٢٣٥).
(٤) هو العلامة النحوي أبو الحسن علي بن سليمان بن الفضل البغدادي، لازم ثعلبا والمبرّد، وبرع في العربية. توفي في شعبان سنة خمس عشرة وثلاث مائة.
انظر ترجمته في السير (١٤/ ٤٨٠) والبداية والنهاية (١١/ ١٥٧) والمنتظم (٦/ ٢١٤ - ٢١٥) ومعجم الأدباء (١٣/ ٢٤٦ - ٢٥٧) وشذرات الذهب (٢/ ٢٧٠).
(٥) تقدمت ترجمته.
(٦) هو الفقيه المجتهد الرباني العلامة زفر بن الهذيل بن قيس بن سلم العنبري، ولد سنة عشر ومائة وتفقه على أبي حنيفة وهو أكبر تلامذته وكان ممن جمع بين العلم والعمل وكان يدري الحديث ويتقنه. مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
انظر ترجمته في السير (٨/ ٣٨) والطبقات (٦/ ٣٨٧ - ٣٨٨) وشذرات الذهب (١/ ٢٤٣) ولسان الميزان (٢/ ٤٧٦ - ٤٧٨).
(٧) هو الإمام العلامة فقيه الملة عالم العراق أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي التيمي الكوفي،-

<<  <   >  >>