ومن أقاويلهم المنحرفة: القول بأن مرتكب الكبيرة ليس مؤمنا ولا كافرا ولكنه فاسق فهو بمنزلة بين المنزلتين، هذه حاله في الدنيا أما في الآخرة فهو لا يدخل الجنة لأنه لم يعمل بعمل أهل الجنة بل هو خالد مخلد في النار، ولا مانع عندهم من تسميته مسلما باعتباره يظهر الإسلام وينطق بالشهادتين ولكنه لا يسمى مؤمنا. ومن أبرز العلماء الذين ردّوا عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه القيم: درء تعارض العقل والنقل، فقد تتبع آراءهم وأفكارهم واحدة واحدة ورد عليها ردّا مفحما، فبيّن عوارهم وكشف باطلهم، فلله الحمد والمنة. (٢) الفلسفة كلمة يونانية مركبة من كلمتين (فيلا) بمعنى الإيثار وجعلها فيثاغورس بمعنى محبة و (سوفيا) ومعناها الحكمة. والفيلسوف مشتق من الفلسفة بمعنى مؤثر الحكمة، إلا أن المصطلح تطور وأصبح يعني الحكمة من ثم أصبح يطلق على الفيلسوف الحكيم والفيلسوف عند أرسطو أعلى درجة من النبي لأن النبيّ يدرك عن طريق المخيلة بينما الفيلسوف يدرك عن طريق العقل والتأمل، والمخيلة عندهم درجة أدنى من التأمل. وقد تابع الفارابي أرسطو في جعل الفيلسوف فوق النبيّ والعياذ بالله. ويلخص الإمام ابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية مذهب الفلاسفة في خمسة أصول للدين عندهم وهي: أن الله سبحانه وتعالى موجود لا حقيقة له ولا ماهية، ولا يعلم الجزئيات أعيانها ولكنه يعلمها إجماليّا، وبالتالي أنكروا خلق أفعال عباده. كما لا يؤمنون بكتبه حيث إن الله عندهم لا يتكلم ولا يكلم، وأن القرآن فيض ماض من العقل الفعال على قلب بشر زكي النفس طاهر. تعالى الله عن وصفهم علوّا كبيرا. وأن الملائكة ليست ذوات منفصلة تصعد وتنزل وتذهب وتجيء إنما هي عندهم أمور ذهنية لا وجود لها في الأعيان. والفلاسفة أشد الناس إنكارا لليوم الآخر وأحداثه، وما الجنة والنار عندهم إلا أمثال مضروبة لتفهيم الناس العوام ولا حقيقة لها في الخارج. (٣) الكرامية إحدى الفرق الضالة الكلامية التي تنسب إلى أبي عبد الله بن محمد بن كرام، وقد انقسمت الكرامية إلى أكثر من عشر فرق. انظر معتقدهم وآراءهم في الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٩٩ وما بعدها). (٤) هو فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين القرشي البكري الطبرستاني الأصولي المفسر ولد-