وقد اعترف في آخر عمره حيث يقول: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى [سورة طه، الآية: ٥]، وإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ [سورة فاطر، الآية: ١٠] وأقرأ في النفي: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [سورة الشورى، الآية: ١١] ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي. توفي بهراة يوم عيد الفطر سنة ست وست مائة وله بضع وستون سنة. انظر ترجمته في السير (٢١/ ٥٠٠) والكامل في التاريخ (١٢/ ١٢٠) وتاريخ الإسلام (١٨/ ١/ ٢٣٢ - ٢٤٤) والبداية والنهاية (١٣/ ٥٥ - ٥٦). (١) هو الإمام العلامة شيخ الشافعية إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن الإمام أبي محمد عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيّويه الجويني ثم النيسابوري ضياء الدين الشافعي صاحب التصانيف، ولد في سنة تسع عشرة وأربع مائة وطلب العلم وتفقه ودرس على عدد من العلماء، وكان له بعض الآراء التي تأثر بها بمذهب المعتزلة إلا أنه رجع في آخر عمره إلى مذهب السلف ورجحه وأقرّه. توفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربع مائة. انظر ترجمته في السير (١٨/ ٤٦٨) والبداية والنهاية (١٢/ ١٢٨ - ١٢٩) والمنتظم (٩/ ١٨ - ٢٠) والكامل (١٠/ ١٤٥). (٢) هو الإمام العلامة شيخ الحنابلة القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد البغدادي الحنبلي ابن الفراء صاحب التعليقة الكبرى والتصانيف المفيدة في المذهب. ولد في أول سنة ثمانين وثلاث مائة وطلب العلم وتفقه على عدد من العلماء، ثم أفتى ودرس وتخرج به الأصحاب، وانتهت إليه الإمامة في الفقه، وكان متعففا نزه النفس كبير القدر ثخين الورع، توفي سنة ثمان وخمسين وأربع مائة. انظر ترجمته في السير (١٨/ ٨٩) وتاريخ بغداد (٢/ ٢٥٦) وطبقات الحنابلة (٢/ ١٩٣ - ١٣٠) والبداية والنهاية (١٢/ ٩٤، ٩٥). (٣) ستأتي ترجمته بعد قليل. (٤) هو العلامة إمام المتكلمين أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أمير البصرة بلال بن أبي بردة بن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي موسى عبد الله بن قيس بن مضار الأشعري اليماني البصري. ولد سنة ستين ومائتين وأخذ عن جمع من العلماء، وكان عجبا في الذكاء وقوة الفهم، ولمّا برع في معرفة الاعتزال كرهه وتبرأ منه، وصعد للناس، فتاب إلى الله تعالى منه، ثم أخذ يرد على المعتزلة ويهتك عوارهم.-