من هنا نجد أن كل اتجاه في تحديد الغاية الأخلاقية قد عني ببيان السلوك المناسب لتحقيقها والمجال الذي يدور فيه هذا السلوك، فالاتجاه المادي في الأخلاق وغايتها يهتم بالسلوك الذي يحقق منافع مادية ينبغي استخدامها بالطريقة التي تحقق اللذة أو السعادة حسب وجهة نظره في فهمها، والاتجاه الروحي يهتم بالسلوك الذي يحقق مكاسب معنوية، ويطهر النفس من النوازع الشريرة.
والاتجاه العقلي يهتم بالسلوك الذي يحقق مكاسب عقلية من كشف الحقائق وتنظيم السلوك والحياة وفقا لهذه الحقائق.
فمجال الاتجاه الأول هو: الطبيعة المادية، ومجال الاتجاه الثاني هو: الجانب النفسي والروحي في الطبيعة الإنسانية، ومجال الاتجاه الثالث هو: الحقائق كما تتكشف للعقل أو كما تتراءى له.
وإذن فالشيء الذي يوجه السلوك في الاتجاه الأول هو: المنافع، وفي الثاني هو: الدوافع الروحية، وفي الثالث هو: متطلبات الطبيعة المدركة في الإنسان أو القوة العاقلة.