للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الثانية: توجيه الذات الإنسانية وتوحيدها]

عرفنا فيما مضى أن طريق الخير هو الطريق السوي وهو الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه. وأن الأخلاق الإسلامية توجه الإنسان إلى هذا الطريق وتدعوه إليه؛ لأنه طريق الفلاح والنجاح في هذه الحياة قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ١.

وعرفنا أيضا عندما درسنا الطبيعة الإنسانية وجود دوافع ونوازع مختلفة فيها تتصارع هذه الدوافع والنوازع فيما بينها وكل واحد يدفع الإنسان إلى تحقيق رغبته بدون قيد أو شرط وبينا أيضا أن في الإنسان لمة الملك تدعو إلى فعل الخيرات وفيه أيضا لمة الشيطان تدعو إلى اتباع الهوى وإشباع الغرائز الشهوية ولو ترك كل قوة من هذه القوى والنزاعات وفي ذلك شقاء للإنسان ويقول علماء النفس: إن الصراع النفسي في داخل الذات من أهم أسباب الأمراض النفسية وتعاسة الإنسان في الحياة فقالوا: "الأساس الأول في تكوين العقد هو الكبت نتيجة الصراع"٢, وقالوا: إن توحيد الذات هو وسيلة السعادة وهو وسيلة القضاء على القلق والصراع والخوف٣, وقالوا أيضا: إنه لازدياد سعادة شخص لا يجوز أن نزيد فقط من مجموع لذاته وإنما نعمل أيضا على تحسين شخصيته وتقويتها وانسجام عناصرها وتوحيد وجهتها٤, ولهذا يرى بعض علماء التربية الأخلاقية: "الغرض من التربية هو تكوين شخصيات قوية متماسكة"


١ الأنعام: ١٥٣.
٢ أسس الصحة النفسية للدكتور عبد العزيز القوصي ط ٥ ص ١٣٣.
٣ علم النفس: أسسه وتطبيقاته التربوية، الدكتور عبد العزيز القوصي ط ٧ ص ٢٩٨.
٤ المرجع نفسه ص ٣٠٠.
٥ علم النفس: أسسه وتطبيقاته التربوية، الدكتور عبد العزيز القوصي ط ٧ ص ٣٠٠.

<<  <   >  >>