١- توسيع الإسلام نطاق مفهوم الأخلاق وميدان العمل بها، وإعطاؤه الأهمية الكبرى لها:
فمن حيث المفهوم يدخل في نطاق الأخلاق كل سلوك إرادي صادر من إنسان راشد من حيث الخير والشر والحسن والقبح، ليس السلوك هو الفعل الظاهر فحسب بل إن عمل القلب من النية والإرادة والاعتقاد يدخل في السلوك وتترتب عليه المسئولية والجزاء كما تترتب على الفعل المادي الظاهر إلا ما استثنى منه، سواء كان هذا السلوك ينظم علاقة الفرد بنفسه أو بالناس أفرادا وجماعات أو بالكائنات الحية الأخرى.
ومن هنا تصبح الحياة كلها ميدانا للعمل الأخلاقي ذلك أنه ما من عمل إلا ويكون له صلة مباشرة أو غير مباشرة بجهة أو أكثر من الجهات المذكورة.
وبناء على ذلك لا بد من أن يخضع هذا السلوك لنظام ولمعيار يتحدد بحسب العلاقة بين الذات الفاعلة وبين الطرف الآخر الذي له صلة بها من حيث العمل ومن حيث الغاية أو من حيث العملية والغاية القصدية.
والإسلام في كل ذلك لم يكن خياليا في التنظيم الأخلاقي لسلوك الأفراد.