إن الأخلاق تكتسب قيمتها في نظر الإسلام من أربعة روافد:
الأول: القيمة الإلهية باعتبارها وحيا إلهيا وإرادة إلهية وكل ما يوافق إرادة الله يكون له قيمة وقداسة عند المؤمن.
الثاني: القيمة الإنسانية: لأن الإنسان له قيمة والأخلاق من الناحية العملية فعل إنساني ولأن إرادة الإنسان وغايته تلعبان دورا هاما في قيمة الفعل الأخلاقي بل تعتبران روح السلوك الأخلاقي. ولقد حددنا أن الإرادة والغاية الأخلاقية لا بد من أن تكونا أخلاقيتين وهنا ينبغي أن نفرق بين الغاية الفعلية والغاية القصدية، فالأولى هي نتيجة الفعل الأخلاقي التي ينتهي إليها الفعل، وأما الثانية فهي ما ينبغي أن يقصده الفاعل عند الفعل وهو وجه الله، ولا ينبغي أن يقصد الإنسان فقط النتيجة العملية أو الفائدة المادية التي تترتب على العمل الأخلاقي، سواء أكانت من الله أو من الناس أم ما ينبع من الفعل نفسه، وإلا فالأخلاق تتحول عندئذ إلى صفقة تجارية أو وسيلة نفعية.
الثالث: القيمة المادية: لأن الأخلاق مهما كانت بعيدة عن المادة من حيث المصدر والغاية فإنها متصلة بالمادة ويترتب عليها جزاء مادي ومعنوي ولقد وعد الله المتمسكين بالمبادئ الأخلاقية بالجزاء المادي عاجلا أو آجلا.
الرابع: القيمة النظرية: فالحق والباطل قيمتان، الأول خير والثاني شر. والأول علم، والثاني جهل. والأخلاق هدفها الخير أو جلب الخير ولهذا فإن